يقترب العام الحالي من الانتهاء ولا تزال أصوات القذائف والصواريخ مستمرة بين روسيا وأوكرانيا دون أي ملامح عن حل وشيك للعملية العسكرية التي بدأت في 24 فبراير الماضي.
غيرت الخطوة الروسية في أوكرانيا العالم بشكل قد يجعله مختلفاً كليًا بحسب خبراء ومحللين، حيث وضعت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا البشرية أمام 4 أزمات حقيقية.
أولًا: الخطر النووي
اقترب العالم أجمع خلال عام 2022 من حافة الصدام النووي بين روسيا من جانب والغرب وواشنطن من جانب أخر؛ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر في استقبال العام الجديد من ما أسماه “الاستفزاز النووي”.
وأوضح لافروف أن سياسة الغرب التي تستهدف احتواء روسيا خطيرة للغاية، مشيرا إلى أنها تنطوي على مخاطر الانزلاق إلى صدام مسلح مباشر بين القوى النووية.
في تلك الزاوية يقول لمايكولا بيليسكوف الزميل الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، إن أحد الأمور الأكثر درامية التي وجدناها على مدى العام، هي مدى قربنا المحتمل من نشوب حرب نووية حقيقية نتيجة تصرفات موسكو.
واتهم لمايكولا بيليسكوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، روسيا بالتعيد من أجل استخدام سلاح نووي حتى لو محدود من أجل الخروج من مأزقها الحالي والخسائر الميدانية التي تعرضت لها.
ثانيًا: اقتصاد ينهار
تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في رفع مستويات التضخم في كثير من بلاد العالم إلى أعلى درجاتها منذ عقود، مما أدى إلى ارتفاع أسعار جميع السلع، وزيادة معدلات البطالة والبحث عن سبل للتوفير في جميع قطاعات وشرائح العالم المختلفة.
وهنا تقول سمر رضوان نائب رئيس تحرير مركز رياليست للدراسات ومقره موسكو، أن الاقتصاد العالمي سيعاني لفترات طويلة بعد انقسام العالم إلى تكتلات جيوسياسية واقتصادية شرقية وغربية، روسيا والصين من جهة، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من جهة أخري، ما يهدد بعدم الاستقرار السياسي في العالم.
وأضافت رضوان خلال تصريحاتها لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن قارة أوروبا ودعت عصر الرخاء بالفعل فهي تعيش تضخم كبيرة لم تعرفه أوروبا منذ إطلاق عملة اليورو الموحدة في عام 1999 بسبب اشتعال أسعار الطاقة والغذاء وتضرر سلاسل الإمداد، موضحه أن أسعار الغاز ارتفعت 60 % وخسائر أوروبا بلغت 400 مليار.
ثالثًا: المجاعة تقترب
أكدت سمر رضوان، أنه بعد 10 أشهر من الأزمة الروسية الأوكرانية، تعاني شعوب العالم من ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة ويقف ملايين الأشخاص على أبواب المجاعة في عشرات الدول بعدد من القارات أبرزها إفريقيا وأسيا.
- 80 مليون شخص في أنحاء العالم تقريبا دخلوا تحت خط الفقر في الأشهر الثلاثة الأولى من العملية العسكرية.
- 280 مليون شخص حول العالم باتوا على شفير مجاعة
- تعرض 50 دولة إفريقية وشرق أوسطية لشبح الجوع، حيث أثرت على إنتاج ثُلث الغذاء في العالَم
- مؤشر أسعار السلع الغذائية ارتفع بنسبة 12.6 في المئة
- “ثلاثية دمار” تتمثل في الغذاء والطاقة والتمويل، ستضرب فقراء العالم بحسب الأمم المتحدة
- رابعًا: نفاد الطاقة
- عانت أوروبا من أزمة طاقة غير مسبوقة خلال عام 2022 حيث عادت بعض دول القارة إلى العصور الوسطي واستخدام الأخشاب والفحم في الطاقة والتدفئة نتيجة قطع الغاز الروسي ردًا على عقوبات الغرب التي تصفها موسكو بـ”الهيستيرية”.
- في السياق يقول الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، إنه بعد توقف إمدادات الغاز الروسي فأوروبا قد تواجه عجزاً بمقدار 30 مليار متر مكعب من الغاز في العام 2023؛ كما يُتوقع ارتفاع قيمة فواتير الطاقة في أوروبا بمقدار تريليوني يورو بحلول أوائل العام.
- وأكد ديميتري فيكتوروفيتش، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه في الوقت الحالي أصبحت آلام ارتفاع أسعار الغاز منتشرة في كل مكان في أوروبا هذا العام.
- سكاي نيوزعربية