جفاف تام.. مربو ماشية بريف الحسكة يشتكون نقص المراعي وغلاء الأعلاف

302

يشتكي مربو مواشي في بلدة تل تمر شمالي الحسكة، من التدني الكبير بأسعار بيع وشراء المواشي بكافة أنواعها، بالتزامن مع فقدان شبه تام للمراعي لعدم هطول الأمطار منذ بداية الموسم الزراعي الحالي.

توالي سنوات الجفاف إلى جانب عدم توفر العلف إلّا بأسعار باهظة جداً، يجبر مربي المواشي في الحسكة على بيع مواشيهم بأسعار زهيدة لعدم قدرتهم على تربيتها.

تدني أسعار المواشي
يصف حسن درويش (55 عاماً) من ريف بلدة تل تمر، وهو مربي للمواشي ويعمل دلّال في سوق المواشي على أطراف البلدة، أوضاع المربين بـ “السيئة للغاية”، بسبب انعدام هطول الأمطار، وتوالي سنوات الجفاف في المنطقة، إلى جانب الغلاء الفاحش بأسعار الأعلاف، والانخفاض الكبير بأسعار بيع وشراء المواشي.

ويقول “درويش” خلال حديثه لنورث برس، إن “مربي المواشي يضطر لبيع ثلاثة أغنام على الأقل لشراء طن واحد من الشعير لإطعام بقية مواشيه، مما يرفع سعر الأعلاف بشكل أكبر ويخفض سعر المواشي”.

ويضيف أن “سعر الخروف أو النعجة المتوسطة لا يتجاوز المليون و200 ألف ليرة سورية اليوم، والطن الواحد من الشعير وصل سعره إلى أربعة ملايين، فأنت بحاجة لبيع أربع مواشي لتشتري طن شعير واحد فقط”.

ويشير إلى أن حركة البيع والشراء شبه متوقفة في السوق بسبب التدني الكبير في الأسعار، وبأن في السوق بأكمله لا تباع باليوم الواحد سوى أربع أو خمس مواشي، وتعتبر هذه أول مرة تتدنى بها الأسعار لهذه الدرجة رغم عمله في هذا المجال منذ أكثر من 35 عاماً، وفق وصفه.

ويعتمد غالبية سكان الأرياف في الجزيرة السورية على الزراعة وتربية المواشي في حياتهم، حيث تعتبر مهنة متوارثة في المنطقة، بحكم المساحات الشاسعة للأراضي الزراعية، ومرور أنهار وروافد مائية من الجزيرة.

غياب الدعم
يقول عبد سليمان (60 عاماً) من قرية خربقة بريف تل تمر، ويملك حوالي 100 رأس من الأغنام، إنه لا يوجد أي عدم للثروة الحيوانية، مشيراً إلى أنه يضطر لبيع مواشيه أول بأول لتربية باقي المواشي، حيث أنه يفتقر لأي مرعى في قريته، وغير قادر على شراء الأعلاف من السوق الحرة، على حد قوله.

ويضيف لنورث برس، أن “الطن الواحد من الخبر يصل إلى ثلاثة ملايين و600 ليرة، والذي لا يكفي لإطعام المواشي سوى بضعة أيام، في حين أن سعر أفضل خروف لدي لا يتجاوز المليون ونصف المليون الآن، فكيف سأطعم هذه الحيوانات وأتدبر أموري؟”.

ويرى الستيني بأن تأثير استمرار هذا الوضع ليس عليه فقط، بل على الجميع في المنطقة وخاصة المربين، فهناك بعضهم يملك أكثر من 1000 رأس، ولا يستطيع تقديم العلف أو تربيتهم بهذه الظروف بتاتاً.

ويقدر سليمان، خسارته منذ بداية هذا الموسم الزراعي بـ 35 مليون ليرة سورية، ويقول “إذا قمت ببيع جميع المواشي لدي لن أستطيع الحصول على هذا المبلغ بالوقت الحالي”.

فيما يقول خالد المحمد من سكان قرية الحسينية بريف تل تمر ،إنه يقوم ببيع خروف أو نعجة ليشتري بسعرها علف لمواشيه، رغم السعر المتدني للمواشي والتي كان سابقاً يصل سعرها إلى 5 ملايين، باتت تباع الآن بمليون أو مليون ونصف ليرة فقط.

ويضيف أن تكلفة علف مواشيه في اليوم الواحد بحسب تقديره 500 ألف ليرة سورية، أي بحاجة لما يقارب 15 مليون ليرة بالشهر الواحد لتأمين العلف، على حد قوله.

ويطالب مربو المواشي الجهات المعنية بهذا الأمر مساعدتهم عن طريق فتح طرق لتصديرها، أو تأمين الأعلاف بأسعار رخيصة في المؤسسات الخاصة بهذا الأمر لحماية الثروة الحيوانية واستمراريتها.

نورث برس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.