الطبقة.. مهجرون من ريف حلب الشمالي يروون تفاصيل نزوحهم

313

تشتكي زينب محمد، مهجرة من عفرين للمرة الأولى ومن ريف حلب الشمالي للمرة الثانية، سوء ما آلت إليه أوضاعها بعد الهجوم العسكري الذي شنته فصائل معارضة موالية لتركيا على مناطقهم في تل رفعت وريفها بريف حلب الشمالي.

وفي الـ 27 من الشهر الفائت، أطلقت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل متحالفة معها، عملية أسمتها بـ“ردع العدوان” سيطرت بموجبها على كامل إدلب ومعظم مدينة حلب ومساحات في ريفها.

وفي الـ30 من الشهر نفسه، أطلقت فصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا، عملية أسمتها “فجر الحرية” سيطرت بموجبها على بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، بعد معارك مع قوات تحرير عفرين الكردية.

وسيطرت فصائل الجيش الوطني على الريف الشمالي لحلب، وأسفرت سيطرتها عن نزوح آلاف العائلات ومهجري عفرين نحو مناطق شمال شرق سوريا.

تشريد وسرقة للممتلكات
تقول المسنة زينب محمد، لنورث برس: “لا أحد معي وليس معي رجال وابني ضائع وزوجته شابة ولديها أربعة أطفال بنات”.

وتتساءل والعبرة تخنقها: “أيعقل هذا منذ ثلاثة أيام ونحن في الشوارع وزوجي كبير في السن ومريض، ووضعنا مأساوي هل يجوز ذلك”.

وتشير إلى أن قلبها يحترق ولو أنها تكلمت ثلاثة أيام على التوالي عما حل بهم فلا فائدة من ذلك بعد خسارتهم لكل شيء.

وتشتكي قائلةً: “بناتي شابات وتم تشريدهم في هذه المناطق وفي هذه البرية”.

ويقول شهباز حسن مرشد، مهجر من عفرين للمرة الأولى ومن قرية تل قراح بريف حلب الشمالي للمرة الثانية وصاحب مكتب للسيارات، لنورث برس: “خسرت 12 سيارة واحدة منها كانت مع ابنتي”.

ويضيف أن “الفصائل المسلحة أوقفوا ابنتي وحققوا معها وكانوا سيخطفونها، فيما كانت سيارة أخرى كانت مع ابني أخذوه مع السيارة وبقي محتجزاً لديهم ليوم كامل”، مبيناً: “كما أنه سُرق لي ثلاث سيارات في بلدة الزهراء”.

ويشير إلى أن “الفصائل كانوا يهددوننا وكانوا يهينوننا وكانوا يلوحون لنا بالسكاكين قائلين سنذبحكم أفزعوا السكان وكانوا قد وضعوا الجثث على الطرقات لإخافة الناس”.

ويبين مرشد أنه “في منطقة الأحداث كانوا قد قطعوا رأس رجلٍ ووضعوا رأسه وسط الساحة لترويع الناس”.

ترويع ومناشدات
يقول فرحان رشيد، مهجر من عفرين للمرة الأولى ومن قرية تل قراح بريف حلب الشمالي للمرة الثانية، لنورث برس: “السكان جميعاً خافوا وقالوا سيقتلوننا جميعاً وسيذبحوننا”.

ويضيف أنه بعد “سبع سنوات ونحن في قرية تل قراح بمنطقة الشهباء كنا قد تهجرنا من عفرين قبلها وتركنا كل شيء كنا قد جمعناه خلال هذه السنين خلفنا”.

ويذكر: “هربنا بثيابنا وأولادنا لننقذ أنفسنا وأثناء خروجنا من القرية لحقتنا الفصائل من خلفنا وتخبط السكان وخافوا حتى فُتحت الطرق وبدأ السكان بالخروج شيئاً فشيئاً”.

ويبين أن “السكان كانوا خائفين حيث اعتُقل بعضهم وقُتل البعض الآخر”.

ويقول رشيد موجهاً كلامه لرؤساء العالم لبوتين وترامب وبايدن ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة: “أقول لهم جميعاً اليوم تقطع رؤوسنا وأنتم تمنعون حتى ذبح الخراف في بلدانكم كي لا تشاهدوا الدماء”.

ويضيف: “لا تقبلون ذبح الحيوانات فكيف تقبلون بذبح البشر وما هذا الضمير وما هذا المذهب الذي تعتنقونه”.

ويشير إلى أن “سكان عفرين اليوم أصبحوا كالماشية بل أصبحوا أسوء منها؛ لأنه في أوروبا حتى ذبح الماشية ممنوع”.

نورث برس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.