يرى محللون أن إعلان وزارة الخارجية العراقية تأجيل موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من العراق جاء “بضغوطات من واشنطن”.
ويقول المحللون إن الضغوطات الأميركية على بغداد بعدم الانسحاب من العراق تتعلق بالحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة “حماس”.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، في الخامس عشر من آب/ أغسطس الجاري، تأجيل الإعلان عن انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق بسبب التطورات الأخيرة في المنطقة.
وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لقوات التحالف في العراق، من دون الإعلان عن موعد رسمي لإنهاء مهمتها.
زيادة للهجمات
يقول إبراهيم السراج وهو محلل سياسي عراقي إن الموقف العراقي فيما يخص تأجيل الانسحاب الأميركي من العراق جاء “بضغوطات من واشنطن” لأن الأخيرة “تعتبر وجودها في العراق هي لحماية إسرائيل وجزء من التوازن الإقليمي والدولي في المنطقة بصورة عامة”.
ويُضيف لنورث برس: “الموقف العراقي سيكون له ردة فعل من قبل الفصائل المسلحة وسيؤدي لزيادة الهجمات ضد الوجود الأميركي في العراق وسوريا”.
ويعتقد السراج أن الحكومة العراقية وقعت في أزمة كبيرة مع فصائل “المقاومة بسبب عدم جديتها في تفعيل ملف الانسحاب الأميركي من العراق”.
وعقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، استهدفت فصائل مسلحة قواعد للتحالف الدولي في العراق وسوريا.
وتبنّت غالبية هذه الهجمات “المقاومة الإسلامية” في العراق الموالية لطهران.
لا انسحاب من العراق أو سوريا
يقول صفاء الأعسم، وهو محلل عسكري عراقي، إن هناك عدة أسباب وراء تأجيل الانسحاب الأميركي من العراق.
ويذكر الأعسم أن الغرض من الوجود الأميركي في العراق هو لإنهاء المشاكل الأمنية داخل العراق.
ويبين أن “المنطقة تمر بوضع حساس فالعراق يعتبر قلب الشرق الأوسط فهي جارة لإيران والأخيرة مستعدة لضرب إسرائيل بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، بالإضافة لوجود فصائل مقاومة والتي هددت كثيراً بضرب القوات الأميركية”.
ويُشير المحلل العسكري العراقي، لنورث برس، إلى أن “الولايات المتحدة الأميركية ترى أن الوضع في العراق لايزال غير مستقر ووجود فصائل المقاومة هي السبب لعدم استقرار الوضع داخل البلاد وهذه إحدى المبررات الرئيسية لوجود القوات الأميركية”.
ويرى صفاء الأعسم “لن يكون هناك أي انسحاب أميركي من سوريا دون استقرار في المنطقة وبالأخص الوجود الروسي من جهة ووجود فصائل مرتبطة بإيران تهدد المصالح الأميركية وتشن هجمات ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وآخرها ما حدث في ريف دير الزور الشرقي من جهة أخرى”.
وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا، في إطار مهمة التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، الذي أعلن عن تشكيله عام 2014.
نورث برس