يقول محللون ومراقبون روس إنّ موسكو تُرحب بمحاولة التقارب وإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق وستكون مستعدة لرعاية أي اتفاق بين الحكومتين.
وأعلن الكرملين، الخميس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش مع نظيره السوري بشار الأسد مجموعة كبيرة من القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط منها “احتمال عقد اجتماع بين الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
و كشف مصدر دبلوماسي روسي لصحيفة الشرق الأوسط، في الرابع والعشرين من تموز/ يوليو أنه من المرجح عقد لقاء يجمع الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان قبل نهاية العام الجاري، مضيفاً إنه لم يتم الاتفاق بعد على موعد ومكان اللقاء حتى اللحظة.
استعداد روسي
يرى ديميتري بريجع وهو محلل سياسي روسي أن موسكو تدعم بشكل عام أي تقارب بين تركيا وسوريا و تعتقد أن التعاون بين الدولتين “يمكن أن يساعد في تحقيق الاستقرار في سوريا”.
ويقول في تصريح لنورث برس ” تعتقد روسيا أن إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق قد يساعد في الاستقرار لاسيما في مناطق الشمال التي تشهد توترات بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من واشنطن وتركيا، وترى أن ذلك يمكن أن يكون خطوة إيجابية نحو تسوية النزاع السوري بشكل شامل”.
ويُشير المحلل الروسي المقيم في موسكو إلى أن الجانب الروسي سيكون مستعداً لرعاية أي اتفاق بين أنقرة ودمشق، “روسيا لديها علاقات جيدة مع كلا البلدين ولعبت دور الوسيط في العديد من المناسبات قد تقوم موسكو بتقديم الدعم الدبلوماسي والسياسي لتسهيل التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، وتعمل على ضمان تنفيذ الاتفاق بما يحقق مصالح جميع الأطراف”.
وفي وقت سابق، كشف متحدث الكرملين دميتري بيسكوف، أن روسيا تواصل جهودها لتهيئة الظروف لإطلاق الاتصالات فيما يخص التطبيع بين أنقرة ودمشق، وقال إن هذه المسألة مدرجة على جدول أعمال الدولة الروسية.
مصاعب كبيرة
وبحسب المحلل الروسي فإن هناك مصاعب كبيرة تواجه الوصول لأي اتفاق بين أنقرة ودمشق “هناك عدة مصاعب تواجه أي تقارب هناك عدم ثقة بين الطرفين نتيجة للصراع المستمر والتدخلات العسكرية بالإضافة لوجود تعقيدات ناتجة عن تداخل المصالح الإقليمية، حيث لكل من تركيا وسوريا وروسيا مصالحها الخاصة التي تسعى للحفاظ عليها”.
“بالإضافة للتأثيرات الخارجية من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى قد تعيق التوصل إلى تفاهم شامل بين أنقرة ودمشق”، وفق ديميتري بريجع.
مصالح روسية
ويقول اندري اونتكوف وهو صحفي روسي، إن موسكو مستفيدة من أي مصالحة وإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق، وقبل الآن حاولت موسكو لعب دور في هذا الموضوع.
ويُضيف لنورث برس ” ليس سراً قبل الانتخابات الرئاسية في تركيا لعبت روسيا دور الوسيط للمصالحة بين الطرفين لكنها لم تنجح ولكن للمرة الثانية موسكو تحاول إعادة العلاقات بين البلدين”.
ويرى اندري اونتكوف المقيم في موسكو ” في نهاية المطاف لن يقتصر أي تطبيع بين تركيا ودمشق فقط في المجال الدبلوماسي بل كذلك سيؤدي إلى استئناف العلاقات التجارية والاقتصادية على نطاق واسع روسيا أيضاً ستكون مستفادة فلديها مصالح في سوريا وتؤيد الاستقرار”.
ويقول الصحفي الروسي إنه في النهاية مسألة التطبيع صعبة حالياً ” مع بقاء القوات التركية في الأراضي السورية من الصعب التحدث عن أي مصالحة فالمصالحة تشمل انسحاب القوات التركية من سوريا وتسليم تلك المناطق إلى الحكومة السورية للحفاظ على السيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها”.
نورث برس