يرى مختصون في شؤون الجماعات المتطرفة أن إعلان التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بقيادة الولايات المتحدة الاميركية في سوريا كان “خاطئاً”.
وفي السابع عشر من تموز/ يوليو الجاري، أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتاكوم” أن تنظيم “داعش” يحاول إعادة تشكيل نفسه بعد عدة سنوات من انخفاض قدرته.
وفي الثالث من آذار/مارس 2019، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” السيطرة على آخر معاقل تنظيم ”داعش” في الباغوز بريف دير الزور شرقي سوريا، بينما في العراق اُعلن في 2017 عن تحرير جميع الأراضي التي سيطر عليها “داعش”.
خطر قريب
يقول الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، منير أديب، إن خطر “داعش” بات قريباً وقوياً وتنامي التنظيم يؤكد أن ثمة أخطاء وقعت فيها الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي في التعامل مع التنظيم.
ويُضيف في تصريح لنورث برس: “قبل الآن كانت هناك تقارير تُفيد بإمكان داعش تنفيذ عمليات نوعية في الشرق والغرب، وأن خطر داعش ليس في وجود دولته وإعلان سقوط الدولة لا تعني القضاء عليه”.
ويُشير إلى أن “داعش” لا يزال يشكل خطراً على أمن العراق وعلى سوريا، مبيناً أن “خطر التنظيم المتطرف ليس موجود في سوريا والعراق بل وصل تهديد داعش إلى الدول الخليجية وتحديداً عمان ونجح في تنفيذ عمليات فيها وهذا يعتبر حدثاً كبيراً”.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في السابع من تموز/ يوليو مسؤوليته عن هجوم على مسجد في عمان الذي أودى بحياة ما لا يقل عن تسعة أشخاص، بينهم ثلاثة مهاجمين وإصابة 28 آخرين بجروح.
ويُشدد أديب، على أنه “يجب أن تكون هناك مواجهة دولية وأن يكون هناك تنسيق في مواجهة داعش ويجب أن يتم مراعاة شكل وطبيعة التنظيم في كل دولة”.
داعش بصيغة مغايرة
يقول عدنان كناني، وهو خبير أمني عراقي، إنه من الناحية الفكرية مازال “داعش” موجود كتنظيم متطرف، مضيفاً أنه “كقوة قتالية ومسألة أن يستولي على أرض أو أن يهاجم قطعات عسكرية فهذا غير ممكن أبداً داخل الأراضي العراقية”.
ويُشير كناني المقيم في بغداد، لنورث برس: “تنظيم داعش الإرهابي ربما يعود ولكن ليس كداعش الذي سبق وإنما داعش المتطور سياسياً والذي يحمل فكراً متطرفاً”.
ويرى أن هناك بعض الدول تستفاد من إحياء تنظيم “داعش” خدمةً لمصالحها ولتأجيج الوضع في العراق خاصةً “التجاوزات التركية والنوايا الكويتية”، بحسب كناني.
“داعش” في مرحلة عقد اتفاقيات
تتوقع لامار أركندي، المختصة في شؤون الإرهاب، أن يُزبد تنظيم “داعش” هجماته في الفترة القادمة، وتقول: “داعش الآن في مرحلة عقد اتفاقيات مع عدة دول وبالأخص في سوريا الآن لها علاقات وثيقة مع إيران”.
وتضيف لنورث برس: “قبل الآن في البادية السورية أعلنت كل من روسيا وحكومة دمشق شن حملة ضد تنظيم داعش ودعوا إيران للمشاركة معهم لكن الميليشيات الايرانية رفضت وذلك لوجود اتفاقيات بينهما”.
وتُشير أركندي المقيمة في القامشلي، إلى أن “الميليشيات الإيرانية تقوم بتهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود العراقية ويقوم داعش بحمايتها وعبورها لمناطق دمشق ومنها للبنان والأردن”.
وشُكل التحالف الدولي ضد “داعش” لأول مرة بقيادة الولايات المتحدة، في أيلول/سبتمبر 2014، ملتزماً بدحر تنظيم “داعش” وإلحاق الهزيمة به، من خلال دعم القوات الشريكة على الأرض والمتمثلة بـ “قسد” في سوريا والقوات العراقية بما فيهم البيشمركة في العراق.
نورث برس