تشهد الساحة اللبنانية، وخاصة في الجنوب، تصعيداً عسكرياً بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني وسط مخاوف من تمدد حرب غزة إلى البلد المجاور.
وهدد مسؤولون إسرائيليون خلال الأسبوع الفائت بشن عملية عسكرية في لبنان إذا لم يتم التوصل إلى نهاية تفاوضية لإبعاد “حزب الله” اللبناني عن الحدود.
ومنذ هجوم حركة حماس وبدء الحرب في غزة في أكتوبر العام الفائت، يطلق “حزب الله” عشرات الصواريخ على إسرائيل وتشن الأخيرة غارات جوية تقول إنها تستهدف مسؤولين في “حزب الله” و”حماس” ضمن الأراضي اللبنانية.
حرب شاملة
صرح مصدر إسرائيلي، في الخامس والعشرين من يونيو الجاري، بأن أي حرب مع “حزب الله” اللبناني ستشمل كل الجبهات الفاعلة، مشيراً إلى أن بلاده تستعد لها.
وقال المصدر لـ”سكاي نيوز عربية”: “تقديراتنا إن حزب الله وميليشيات إيران ستهاجمنا من سوريا أيضا”.
وأضاف: “وقوع حرب مع “حزب الله” يعني مواجهة واسعة ونحن نستعد لهذا السيناريو، وستكون حرباً لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة”.
وفي السياق أعلن الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، في خطابه الأسبوع الفائت، أن “قادة في إيران والعراق وسوريا واليمن ودول أخرى عرضوا في السابق إرسال عشرات الآلاف من المسلحين لمساعدة الحزب”، ذاكراً أنه رفض الأمر لامتلاكه “أعداداً ضخمة من المقاتلين”.
وفي الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو الجاري، حذر رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، ال سي كيو براون، من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في لبنان ربما تدفع إلى رد إيراني دفاعاً عن حزب الله، ما من شأنه أن يؤدي إلى حرب أوسع نطاقا قد تعرض القوات الأميركية في المنطقة للخطر.
وقال إن إيران “ستكون أكثر ميلاً لدعم “حزب الله” اللبناني، مضيفاً أن طهران تدعم حركة حماس في غزة، لكنها ستقدم دعماً أكبر لحزب الله اللبناني “خاصة إذا شعر الإيرانيون أن حزب الله يتعرض لتهديد كبير”.
استبعاد
يرى عبدالله الكناني، وهو محلل سياسي عراقي أن الحراب الدائرة في غزة ” انهكت” إسرائيل ولا يمكنها شن هجوم على “حزب الله” وما التهديدات بشن عملية عسكرية في لبنان سوى “حرب نفسية”.
ويُضيف لنورث برس لن تُجازف إسرائيل بشن أي هجوم لأن “محاور المقاومة” مع “حزب الله” سوآء العراقية والسورية واليمنية اضافة لدعم ايران تقف مع “الحزب ” ضد أي هجوم.
ويُشير المحلل المقيم في بغداد إلى أنه رغم الوضع السوري إلا أن علاقة حكومة دمشق مع “حزب الله” مبنية على الدفاع المشترك، وأي حرب إسرائيلية ضد “الحزب” ستكون الاخيرة مشاركة فيها.
حرب قائمة
من جانبه يرى المحلل السياسي السوري، عصام زيتون، أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله “قائمة منذ أن قرر الحزب زج لبنان في حرب مساندة لحركة حماس بعد هجوم السابع من أكتوبر”.
وقال لنورث برس، لا نستطيع التفريق بين جبهة جنوب لبنان وجبهة الجولان السوري حيث يتمركز هناك مئات الميليشيات التابعة لإيران وعلى رأسها حزب الله ومن المستبعد أن تشتعل جبهة دون الأخرى لطالما أن من يحركها جميعاً هو الحرس الثوري الإيراني”.
ويُحذر، المحلل السوري المقيم في ألمانيا من أن أي مواجهة سيكون لها أثار كارثية على سوريا سواءً من الناحية التدميرية والضحايا المدنيين الذين ستأخذهم تلك الميليشيات كدروع بشرية كما هو الحال في غزّة”، بحسب قوله.
ويضيف “من الناحية الديمغرافيّة سيتم استغلال تلك الفوضى المرتقبة لاستكمال تهجير سكان الجنوب السوري الأصليين وغالبيتهم العظمى من العرب السنة وتوطين تلك الميليشيات وعائلاتهم مكانهم” على حد قوله.
نورث برس