انتشار عناصر إيرانية وخلايا “داعش”.. مخاوف من ضرب احتجاجات السويداء

290

أرسلت القوات الحكومية نهاية الشهر الماضي، تعزيزات عسكرية جديدة إلى السويداء جنوبي سوريا، وحذرت منها فعاليات مجتمعية وسياسية ودينية في المنطقة.

وفي بيان سابق صادر باسم الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين في السويداء، قال حكمت الهجري، إن “أهالي السويداء وطنيون مسالمون، لكنهم عند اللزوم أهلٌ للدفاع عن الوطن والكرامة والحق”.

وجاءت التعزيزات العسكرية الحكومية بعد حوالي تسعة أشهر من انطلاق المظاهرات في السويداء للمطالبة بالتغيير و”إسقاط النظام” وتطبيق القرارات الدولية والإفراج عن المعتقلين.

تعزيزات إيرانية وحكومية
يقول خالد جمول الناشط السياسي والأمين العام للمجلس السياسي السوري في السويداء، لنورث برس، إن “الدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية الأخيرة باتجاه السويداء قد سبقها منذ أسابيع قليلة تسلل المئات من عناصر الميليشيات الإيرانية المتطرفة والمتشددة”.

وبيّن جمول أن هذه الميليشيات “بمختلف مسمياتها هي كمثيلاتها وأشباهها الذين كانوا متمركزين منذ زمن شرق وشمال شرق السويداء”.

ويذكر أن هذه التعزيزات “تتزامن وتتناغم مع محاولات إعادة انتشار وتموضع قطعان داعش بالبقعة الجغرافية ذاتها، حيث يأتي هذا بتنسيق وتوافق شبه معلن مع عصابات النصرة وقوات أحمد العودة المدعومة من روسيا والمتواجدة على امتداد الحدود الإدارية مع الجارة درعا”.

وفي وقت سابق، كشفت مصادر أمنية خاصة لنورث برس، عن أماكن توزع التعزيزات العسكرية والتي انتشرت في غالبية المقرات الأمنية بالسويداء، حيث انتشرت في مطاري خلخلة والثعلة العسكريين، وفي الفوج “127” والفوج “404” والفوج “44” والفوج “405” والفوج “١٥٧”.

وكذلك عززت القوات الجديدة أفرع المخابرات العسكرية أمن الدولة، والأمن السياسي، والأمن الجوي، والكتيبة “٥٠” شرطة عسكرية، وسرية حفظ النظام جانب السجن المدني، وشرطة النجدة وفرع الأمن الجنائي.

وقبل يومين عّين الرئيس السوري بشار الأسد، اللواء أكرم علي محمد، رئيس فرع أمن الدولة في طرطوس ونائب أول لمدير المخابرات العامة سابقاً، محافظاً للسويداء وهو ما عزز مخاوف المحتجين وسكان في المنطقة.

“تركيع السويداء”
يقول جمول، في تصريحه لنورث برس: “إننا في ظل هذه الهجمة الشرسة وما قد يستجد من تداعيات خطيرة هي بقصد تركيع السويداء وإعادتها لحظيرة النظام”.

ويشدد الناشط السياسي على: “تمسكنا بسلمية انتفاضتنا وحراكنا ونرفض قتال أبنائنا المرغمين بقوة على القتال بصفوف عسكر النظام عملاً بما انتهجته السويداء من عدم زج أبنائها بصفوف الجيش الذي قتل أبناء الوطن وهدم المدن والأحياء على رؤوس ساكنيها”.

ويتمنى الناشط، “ألا يجازف النظام وأتباعه من الميلشيات الرديفة له ويرتكب حماقة حيث يصبح من حقنا نحن جميعاً أبناء هذا البلد الدفاع عن عرضنا وأرضنا غير مبالين بحجم وقوة المعتدي”.

ويشير إلى أنه “يجب أن لا نغفل عن ردة فعل القيادة الإيرانية على الضربات الموجعة التي تتلقاها ميلشياتها بشكل يومي على الأرض السورية على وجه الخصوص في محيط العاصمة دمشق وريفها لتجاوزها وإخلالها باتفاقية عام 2015 مع إسرائيل والتي تنص على بقاء هذه الميلشيات بعيدة عن أقرب حد إسرائيلي مسافة 90كم”.

تحذير من التعزيزات
وحذّر سياسيون ورجال دين من التعزيزات العسكرية التي أرسلتها القوات الحكومية، وأصدرت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين، بياناً حذرت فيه من التصعيد ضد أبناء المدينة، وشددت على استمرار الاحتجاجات السلمية.

وفي وقت سابق قال الناشط السياسي، نصر النبواني، لنورث برس، إنهم “كانوا يتمنون ألا تكون الحلول عسكرية وإرهابية بإرسال الحشود والتعزيزات”، مضيفاً: “أملنا بحل عقلاني عبر بناء دولة المواطنة لكل السوريين”.

وأضاف أنهم “مستمرون بالاحتجاج في ساحة الكرامة لرد اعتبار السوريين الذين قدموا كل شيء للوطن لكنهم لم يحصلوا على شيء”.

ويقول جمول الأمين العام للمجلس السياسي السوري في السويداء، “كأننا في السويداء وكما يروج بعض المحللين لم نكن قبل المستجدات الأخيرة ضمن دائرة التهديد وتحيط بنا المخاطر من كل صوب وحدب”.

ويضيف: “كأنه لم يخض أحرارنا أكبر الملاحم بمواجهة هؤلاء المجرمين والممولين والمدعومين من النظام السوري والإيراني على حد سواء لتنفيذ اعتداءات ومذابح تخدم أجندات من شأنها أن تبقي على الهيمنة وقمع الحريات وفرض سلطة الأمر الواقع بل وتدعم خطوط تهريب المخدرات بأنواعها”.

ويناشد جمول “السكان في السويداء أن يتخذوا من تجاربهم المريرة بمواجهة جرائم هذا النظام المتكررة عبرة تستحق أن يتوحدوا من خلالها متناسين ما يفرقهم ويشتت شملهم”.

نورث برس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.