يرى محلّلون أنّ الرد الإيراني على استهداف طائرة إسرائيلية بغارة جوية على مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بدمشق، مؤخراً؛ “سيكون قوياً”.
والإثنين الماضي، قصفت طائرة إسرائيلية من طراز (أف 35) مبنى القنصلية وسط دمشق، والتي أدت إلى تدمير المبنى بشكل كامل، ومقتل سبعة قياديين في “الحرس الثوري”.
رغم إنها ليست المرة الأولى التي تضرب فيها إسرائيل مستشارين بارزين لإيران، إلا أن الأخيرة وضعت جميع قواتها المسلحة “في حالة تأهب قصوى”.
واتخذت قراراً بأنّ الرد على هجوم القنصلية بالعاصمة السورية دمشق “يجب أن يكون مباشراً، هذه المرة
وأبدى مسؤولون أميركيون قلقهم من أن يستهدف الرد الإيراني “إسرائيل نفسها”، وذكر المسؤول، في تقرير لشبكة“ سي إن إن ”إنّ الهجوم قد يقع الأسبوع المقبل، مؤكداً: نحن بالتأكيد في حالة يقظة عالية”.
توقيت لم يحدّد بعد
نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولون إيرانيون، إنّ التوقيت والهدف غير معروف، لكنّ الرد المناسب على هجوم دمشق سيكون ضرب منشأة دبلوماسية إسرائيلية”، ومن المرجّح أن يكون الهجوم من الآن وحتى نهاية شهر رمضان الأسبوع المقبل.
وأضافوا “من غير المعروف المكان الذي سيتم منه إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ، من العراق أو سوريا أو الأراضي الإيرانية، الأمر الذي قد يدفع طهران إلى الإنكار.
رد كبير
يتوقع المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، أشرف عكة، أنّ الرد الإيراني سيكون “جديّاً وكبيراً”، وذلك لعدة اعتبارات أوّلها إنّ “استهداف إسرائيل لقنصلية إيران في دمشق يعتبر اعتداءً مباشراً على السيادة الإيرانية”.
ويقول، في تصريح لنورث برس، “طهران تشعر بالمهانة باستهدافها بشكل مباشر وكأنه استهداف للعمق الإيراني، وسيكون هناك رد إيراني اتجاه العمق الإسرائيلي”.
مواجهة شبه مفتوحة
يعتقد المحلل السياسي المقيم في رام الله، أن “أسلوب الرد الإيراني قد يكون عبر مسيّرات وصواريخ وغيرها، وقد يكون رداً متزامناً مع أذرع إيران في المنطقة”.
ويشير إلى أنّ “إسرائيل كرّرت استهدافها طيلة الفترة الماضية على الجنرالات والمستشارين والعسكريين الإيرانيين وحاربت طيلة الفترة الماضية ما سمّته” التموضع الإيراني في سوريا، ولهذا أعتقد أنّ الأمور دخلت في سياق المواجهة شبه المفتوحة”.
ولفت عكة إلى أنّ دول المنطقة وحتى الولايات المتحدة الأميركية تودّ توجيه ضربة إيرانيّة لإسرائيل، ويقول” هناك عدّة عوامل منها الاصطدام الأميركي الإسرائيلي وإصرار الحكومة الإسرائيلية المضي في حربها في غزة ومحاولتها جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة”.
احتواء الضربة
يقول الباحث في العلاقات الدولية، إنّ الجهود الدبلوماسية ستتكثف بعد الضربة الإيرانية ضد إسرائيل وذلك لأجل احتواء إسرائيل للضربة، لافتاً إلى أن “لا أحد في المنطقة والعالم يود في هذه المرحلة الدخول في صراع مفتوح وحرب مدمّرة وشاملة والتأثير على أمن واستقرار المنطقة”.
ويرى أنّ الولايات المتحدة الأميركية لا تودّ أي صراع في المنطقة يؤثّر على وجود أميركيا ومصالحها وصراعها العالمي مع الصين وروسيا في المنطقة وغيرها من الجبهات في العالم.
كما أنها لا تحتاج إلى تصعيد في المنطقة لأنّ هذه المنطقة تعتبر الحديقة الخلفية من حيث الإمدادات النفطية والمصالح الاقتصادية والداخل الأميركي لا يدعم أي إسناد ودعم أمريكي لإسرائيل في حربها ضد إيران.
نورث برس