سلّط تقرير لشبكة “سي إن إن” الأميركية الضوء على دور تركيا السلبي في مستقبل حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، وما قد يوفر لروسيا أداة “للسخرية” من الغرب، ما بعد حرب أوكرانيا.
ويمر قرابة 10 أشهر على إعلان السويد وفنلندا عن نيتهما الانضمام إلى حلف الناتو، في خطوة رحب بها غالبية أعضاء الحلف واعتبروها “سوراً أقوى بوجه روسيا المندفعة ضد الغرب”.
وحتى قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير 2022، كان البلدان الاسكندافيان قد التزما بعدم الانحياز إلى حلف الناتو كوسيلة لتجنب استفزاز موسكو، غير أن الحرب غيرت وجهتهما.
ومع ذلك، لازالت عقبة كبيرة تقف في طريق تحول الانضمام النظري للدولتين إلى خطة فعلية، وهي أن تركيا لم تمنح الخطة الموافقة الرسمية بعد.
وتزعم تركيا إن اعتراضها على عضوية السويد وفنلندا يعود لأسباب أمنية. وتروي أن السويد تحوي أعضاء في حزب العمال الكردستاني وآخرون من جماعات معارضة تركية تطالب بتسليمهم.
وبحسب التقرير، ينقسم دبلوماسيون في الناتو حول ما إذا كانوا يعتقدون أن تركيا ستتزحزح قبل قمة الحلف المقبلة، حيث يهدف الناتو إلى أن تكون كل من فنلندا والسويد عضوين كاملين بحلول القمة المقرر عقدها في ليتوانيا في الفترة من 11 إلى 12 تموز/ يوليو.
ونقل التقرير عن “جونول تول” من برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط قوله، إن “هناك الكثير من المشاعر المعادية للغرب والكرد في تركيا حالياً وهذا شأن جيد بالنسبة لأردوغان لقرع طبوله، ما يعني أن الانعطاف الدرامي في ملف الحلف سيجعله يبدو أضعف.”
ويعتقد “تول” أن هناك أسباباً أخرى تجعل أردوغان لا يريد إثارة غضب روسيا التي كانت بمثابة شريان حياة اقتصادي لتركيا بعد أن فرضت دول أخرى عقوبات على أنشطتها في سوريا، وتعاونها عسكرياً مع روسيا وأنشطة معادية أخرى.
وأضاف التقرير أنه مثل العديد من المسؤولين الغربيين، يرى تول أن المزاعم التركية بشأن إيواء السويد وفنلندا ل
معارضين لتركيا “توفر غطاءً مثالياً” لأردوغان لعدم الانخراط في “وقت غير مريح سياسياً” بشأن مسألة الناتو.
وذكر التقرير الأميركي أن لدى الناتو سياسة الباب المفتوح لأي دولة ترغب في الانضمام، وأن كل من السويد وفنلندا استوفت أكثر من المعايير، لذا فإن عدم الانضمام “يجعل التحالف سخرية”.
وركز التقرير على ما وصفه بالخطر في أن تركيا تغذي رواية الكرملين بأن الغرب وحلف الناتو منقسمان.
وستتمثل مهمة الحلف في تلك المرحلة في توضيح أنه حتى لو لم يكونوا أعضاء، فإن فنلندا والسويد أصبحتا الآن على صلة وثيقة بحلف الناتو.
وأضافت التقرير أن خطر فشل الدولتين في الانضمام إلى الحلف سيسخره الكرملين لأغراض دعائية، فحتى لو انتهت الحرب فجأة، فستظل قصة الغرب المنقسم هي “الطبل الذي يمكن لخصوم الناتو أن يقرعوه”.