يرى محلّلون ومختصون في شؤون الإرهاب إنّ التصعيد التركي بشمالي سوريا له أثر كبير على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش” ويصب في مصلحته.
وشهدت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية موجة تصعيد تركية وصفت بالعنيفة، وقالت الإدارة الذاتية إن القوات التركية استهدفت شمالي سوريا بأكثر من ألف ضربة.
في مصلحة “داعش”
يرى منير أديب وهو خبير مختص في شؤون الجماعات المتطرفة، أن الضربات التركية على مناطق شمالي سوريا تصب في مصلحة تنظيم ” داعش”.
ويقول: “أي تصعيد عسكري في شمالي سوريا يؤثر بشكل أو بآخر على مواجهة تنظيم “داعش” خاصة أنّ قوات سوريا الديمقراطية لها دور في مواجهة التنظيم ولايزال دورها قائماً.
ويضيف في تصريح لنورث برس: ” هناك قيادات وعناصر لداعش في سجون الإدارة الذاتية وهناك عبء كبير على قوات سوريا الديمقراطية في حماية تلك السجون، واستمرار تركيا بقصف مواقع سيطرتها “سينعكس سلباً على الاستمرار في حماية السجون”.
وصباح أمس السبت، استهدفت القوات التركية محيط سجن يحتجز عناصر “داعش” في ديرك أقصى شمال شرقي سوريا.
ويشير الخبير المختص في شؤون الجماعات المتطرفة إلى أن استهداف تركيا مواقع قريبة من السجون التي تحتوي عناصر “داعش” يثير حالة من الفوضى ويعزز فكرة هروب هؤلاء من السجون كما حدث قبل سنوات في سجن الصناعة، بحسب قوله.
ويعتبر أديب أن “الهجمات التركية ستؤثر بشكل كبير على الاستمرار في محاربة داعش والذي لايزال يمثّل خطراً كبيراً”، وأضاف أن التحولات السياسية والدراماتيكية الكبيرة التي تمر بها المنطقة العربية ستزيد من خطر التنظيم وهذا ما سيستثمره التنظيم بصورة كبيرة من أجل التمدد والعودة للعمل والنشاط من جديد، بحسب رأيه.
ويقول الخبير المقيم في القاهرة إنه “لابد من تعزيز جهود مكافحة الإرهاب وليس مواجهة قوات سوريا الديمقراطية التي تواجه هذه التنظيمات المتطرفة لأنّ هذا يعكس حراك شديد لدى التنظيم وبالتالي سوف يستفيد التنظيم تارة من التحولات السياسية والحرب الإسرائيلية على غزة التي خلفت فوضى وصراعاً طويلاً وبالتالي هذا ينعكس على نشاط التنظيم”.
إعادة انتاج
وفي السياق، يقول نضال أبو زيد، وهو خبير عسكري واستراتيجي، إن الجانب التركي بدأ بالعمل على إعادة “نموذج داعش في سوريا من خلال محاولة إعادة إنتاج الجماعة الارهابية”.
ويرى المحلل المقيم في عمان، أن تركيا تهدف لخلق حالة مواجهة ضد قوات سوريا الديمقراطية.
ويضيف لنورث برس أن “ارتفاع حدة التهديدات الأمنية داخل تركيا دفعت الأجهزة التركية إلى خلق مواجهة غير مباشرة من خلال دعم الجماعات الراديكالية التي يمكن لها أن تقاتل بديلاً عن الجيش التركي في شمال سوريا ومناطق انتشار الكرد”، على حد تعبيره.
وقالت الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، في بيان، إنّ “العدوان التركي وهجماته يؤسّس لمشروع “فوضى” جديد في المنطقة ويحفّز عودة الإرهاب، ما يضرّ بجهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها قواتنا بالتعاون مع التحالف الدولي”.
ويقول أبو زيد: “قيام تركيا بقصف محيط سجن يضم عناصر داعش دليل على محاولة إعادة إنتاج الجماعة الإرهابية”.
نورث برس