تسببت سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة على مدينتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض بعد شنها هجوماً تحت مسمى “نبع السلام” في 9 من تشرين الأول / أكتوبر 2019، بنزوح نحو 300 ألف شخص، وفق تقارير حقوقية.
ومنذ ذلك الحين، تشهد تلك المنطقة حالة من عدم الأمن وخاصة الاعتقالات التعسفية بحق المدنيين بدافع الابتزاز وتحصيل فدىً مالية من الضحايا وعائلاتهم، دون وجود مسائلة قانونية، وفق التقارير الحقوقية.
ونشرت رابطة “تآزر”، مقرها مدينة القامشلي، تقريراً حول الانتهاكات التي حصلت منذ سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها في مدينتي سري كانيه وتل أبيض.
اعتقالات وقتل
ذكرت الرابطة في تقريرها الانتهاكات التي أحصتها منذ الاجتياح التركي لمناطق سري كانيه وتل أبيض في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وحتى مضي خمسة أعوام من الاجتياح.
وبينت الرابطة في تقريرها أن 808 حالة اعتقال جرت في المناطق المذكورة من بينها 86 امرأة و 56 طفلاً.
كما أشار إلى أن 294 شخص على الأقل اختفوا قسرياً، وتعرض 696 إلى تعذيب “سبعة منهم على الأقل قضوا نتيجة التعذيب”.
وذكرت ان 121 محتجزاً لدى الفصائل المسلحة تمَّ نقلهم إلى تركيا و”حُكم 62 شخصاً بأحكام تتراوح بين 13 عاماً وحتى السجن المؤبد”.
أما عن الذين فقدوا حياتهم على أيدي الفصائل المسلحة فقد بلغ عددهم 68 مدني بينهم 7 نساء، إضافة إلى “12 شخص تمت تصفيتهم ميدانياً”.
تهجير
وقالت رابطة “تآزر” في تقريرها إن أكثر من 150 ألف شخص من سكان سري كانيه وتل أبيض تم تهجيرهم قسرياً.
وأشارت إلى أن أكثر من 85% من سكان سري كانيه لا يزالون مهجرين، وأن عدد الكُرد تقلص في سري كانيه من نحو 70,000 شخص إلى 42 شخصاً فقط.
أما بالنسبة لتل أبيض لم يتبقَ سوى عدة عائلات كُردية فيها، بعد أن كانوا يشكلون حوالي 30٪ من سكانها، بحسب ما قالته الرابطة في تقريها.
وذكرت أن عدد الإيزيديين والسريان والأرمن لا يتجاوز أصابع اليد، إضافة إلى تقلص وجود العرب في تلك المناطق.
وبينت أنه توطين 3400 عائلة نازحة من مناطق سورية أخرى في منازل السكان الأصليين المُهجرين، إضافة إلى توطين120 من عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في منازل تمّ الاستيلاء عليها.
انعدام الأمن واستيلاء على الممتلكات
يبين التقرير أن أكثر من 6200 منزل سكني للسكان الأصليين تم الاستيلاء عليهم، إضافة إلى أكثر من 1200 محل تجاري وصناعي تم الاستيلاء عليه.
وأشار التقرير أنه تم “إفراغ 52 قرية من سكانها الأصليين”، وأن أكثر من مليون دونم من الأراضي الزراعية تم الاستيلاء عليها.
ومن الناحية الأمنية شهدت مدينتا سري كانيه وتل أبيض 81 تفجيراً على الأقل، وراح ضحية تلك الانفجارات 147 مدنياً بينهم نساء وأطفال وأكثر من 320 مصاباً، بحسب تقرير المنظمة.
وذكرت أن 71 اقتتالاً داخلياً حدث بين الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، قُتل نتيجتها 6 مدنيين على الأقل، وجُرح أكثر من 45 آخرين.
ونوهت الرابطة في نهاية تقريرها إلى أن الانتهاكات التي ترتكبها تركيا والفصائل الموالية لها في المدينتين أكثر بكثير، وتؤكد أنّ “حجم الانتهاكات الفعلية أكبر من الأرقام الواردة في هذه الإحصائية”.
نورث برس