شاب من القامشلي حول شغفه بالابتكار إلى مشروع لتوليد الكهرباء

289

لم يتوقف آلان حاج علي، رغم فقدان المواد في المنطقة، في تحقيق ما كان يعمل عليه منذ حوالي أربع سنوات في صنع توربينٍ هوائي لتوليد الطاقة الكهربائية بأدوات بعضها بسيطة وأخرى انتظر أيام وشهوراً للحصول عليها.

يقطن آلان حاج علي (32 عاماً) في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، ومنذ حوالي أربع أعوام عمل على إنشاء توربينٍ هوائي لتوليد الطاقة الكهربائية, معتمداً على حركة الرياح لتزويد منزله بالكهرباء، وما زال يعمل على تطوير حتى الآن.

وفي المدخل الغربي لمدينة القامشلي يشد انتابه الداخل إلى المدينة ببداية حي الهلالية بعض البراميل المقطوعة من النصف إلى قطعتين مثبتة على قضيب معدني تحوم في السماء.

“الحاجة ام الاختراع”
يقول حاج علي، وهو أب لثلاثة أطفال، “الحاجة ام الاختراع, لكن شغفي وحبي في اختراع كل ما هو جديد وغريب جعلني أصمم مجسماً لتوليد الطاقة الكهربائية.

ويضيف، لنورث برس: “كنت طالب بقسم جيولوجيا عام 2011 في جامعة حلب، لكن أثناء اندلاع الحرب السورية حين ذاك، تركت دراستي وعدت إلى القامشلي”.

ويعمل حاج علي الآن في تركيب ألواح الطاقة الشمسية وكاميرات المراقبة بالإضافة الى شبكات الإنترنت.

ومع ببداية انتشار فايروس كورونا عام 2020 في المنطقة ونتيجة الجلوس في المنزل وفرض حظر التجول حينها، قضى حاج علي معظم وقته في تصفح الإنترنت، ليأتي بفكرة تصميم توربين هوائي ليحول طاقة الرياح إلى طاقة كهربائية.

في البداية قام برسم وتصميم المحرك على ورقة ودراسة مدة قوتها بحسب موقع الرياح في المنطقة، لكن لم يكون في المنطقة أي محرك يصلح لهذه الفكرة، لذلك توصل إلى فكرة بإنشاء محرك ذو قلب مغناطيسي دائم، اكن تلك المواد لم تكن متوفرة هنا.

لذلك لجأ إلى مراسلة بعض أصدقائه المغتربين في ألمانيا الذين قاموا بطلب تلك القطع من الصين ومن ثم تحويلها إلى مدينة القامشلي.

إضافة إلى ذلك قام حاج علي بشراء الكثير من المحركات الكهربائية المعروفة “براشليس” أي محركات بدون فحمات, تعمل على الكهرباء أو التدوير سواء اليدوي أو بأي طاقة أخرى.

ويشير إلى أنه “استغرق العمل على المحرك فقط قرابة الثلاثة سنوات من تركيب وفك وتجربة حتى استطعت النجاح في النهاية، وبعد الانتهاء من المحرك، بدأت اصمم جسم العنفة، طبعاً تم تصميم أكثر من مجسم حتى يناسب الفكرة التي صممت من أجلها”.

تصميم المجسم
تصميم المجسم تطلب من الحاج علي دفع مبالغ مالية عالية، لذلك لجأ إلى استخدام براميل الزيوت وقصها إلى قطعتين من المنتصف وتركيبها، هذه الفكرة كانت أقل تكلفة بالنسبة له.

وأثناء العمل على تصميم شكل المجسم وتركيبه فوق سطح المنزل، كانت الرياحة شديدة القوة يومها مما تسبب في وقوع حاج علي من المبنى وتعرض لكسر في يده، “لكن هذه الحادثة أيضاً لم تكن سبب في وقف شغفه تجاه ما كان يقوم به”.

ويبين أن تنفيذ هذا المشروع وتصميمه لم يكن من أجل التجارة أو العمل، قائلاً: “الفكرة كانت ببساطة شغفاً لي، أردت من خلالها صنع شيء جديد وفريد من نوعه في المنطقة”.

ويقول الشتاء الماضي قمت بتشغيلها، مشيراً إلى أنه “عندما تكون الرياح بقوة 17 كم فهي تولد 6 |أمبيرات للمنزل أي كلما كانت الرياح قوية كلما أعطت كهرباءً أكثر, وأنا متابع بشكل مستمر لحركة وقوة الرياح على مواقع الطقس”.

ويرى حاج علي أن الاعتماد على هذا المشروع ضمن المدينة صعبٌ نوعا ما، لأنه أحيانا تشتد الرياح جداً، وذلك قد يؤدي إلى سقوط المجسم ويشكل ضرراً في أسطح المنازل والمباني المجاورة.

لكنه في نفس الوقت ينصح بها المزارعين، الذين يملكون بئر عليها مضخة، وليس التي يوجد فيها غطاس كهربائي، ويرن أن مثل هذا التوربين سيكون أكثر أماناً خارج المدينة وأكثر فائدة للزراعة.

نورث برس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.