الطاقة البديلة.. حلٌ بتكلفة باهظة يثقل كاهل سكان من الحسكة

326

في حي الكلاسة الشعبي في مدينة الحسكة، يقترح سليمان النجم على صاحب مولدة الكهرباء “الأمبيرات” التي تغذي الحي الذي يقطن به، بنزع القاطع والأسلاك التي تصل بين المولدة ومنزله، بسبب عدم قدرته من الآن فصاعداً على دفع الرسوم الشهرية للكهرباء التي اشترك بها سليمان في الشهور السبعة الأخيرة، بمبلغ 30 ألف ليرة سورية لقاء شهر واحد.

يقول سليمان نجم، وهو من سكان مدينة القامشلي بالأصل، ولكن بسبب الفرق الكبير – كما وصفه – بأسعار آجار المنازل بين المدينتين، لجأ إلى منزل أخواته الأربعة، والذي كانوا قد ورثوه سوياً من أبيهم بعد وفاته، في سبيل التخلص من الآجار الشهري للمنزل، حسب وصفه.

ويعاني نجم ذو 43 ربيعاً، وهو أب لأربعة أطفال، من أمراض في القلب والشرايين، تمنعه من العمل بأي مجال في الوقت الحالي، وكان قد حاول سابقاً العمل في عدة مجالات ولكن كانت نتيجتها دائماً التدهور في الوضع الصحي لنجم.

تكلفة باهظة

ويحسب سليمان عند سؤاله عن سبب عدم تركيبه منظومة طاقة شمسية حتى الآن، سعر الألواح والبطاريات وجهاز رافع الجهد، ليصل إلى مبلغ 1200 دولار أميركي أي ما يعادل 18 مليون ليرة سورية، ويتساءل: “كم من الوقت يلزمني لجمع سعر هذه المنظومة وأنا بالكاد أستطيع جلب الأكل والمياه لعائلتي؟”.

ويضيف سليمان في سياق حديثه، لنورث برس: “أنا لا أستطيع شراء القواعد الحديدية التي يتم تركيب ألواح الطاقة الشمسية أعليها صلاً”، ويرجع بالسبب لتدهور وضعه الصحي وعدم قدرته على العمل.

ويبين: “أنا بالكاد أستطيع تأمين مستلزمات المنزل على دفعات، فعندما اشتري الخبز لا أستطيع شراء الزيت، وعندما أشتري الزيت لا أستطيع شراء شيء آخر بنفس اليوم، وهذا الوضع الاقتصادي الصعب يمر على جميع السكان وليس علي أنا فقط”.

ويعلل نجم سبب الغلاء الفاحش بأسعار الطاقة الشمسية وعدم قدرة السكان على شرائها بارتباطها بالدولار الأميركي، فالعملة السورية باتت رخيصة إلى حد بعيد ولم تعد لها أي قيمة، حتى المواد الأخرى باتت جميعها تحسب بالدولار الأميركي، حسب تعبيره.

محرومون من الكهرباء

وفي ذات الحي، تعاني سهام عزّي، من المشكلة نفسها وهي صعوبة أو استحالة تركيب منظومة تعمل على الطاقة الشمسية بالرغم من عدم توفر أي مصدر للكهرباء سوى الخط الرئيسي الذي يغذي البلدة والذي لا يخدم الحي سوى 3 ساعات بعد منتصف الليل، حسب سهام.

وتشرح سهام لنورث برس وضع منزلها الذي تقطنه مع زوجها الكفيف والذي بترت قدماه العام الماضي بسبب أمراض كان يعاني منها، وتصف الحرارة العالية التي تعانيها مع زوجها داخل المنزل، في ظل عدم توفر أي مصدر للطاقة لتشغيل وسائل التبريد أو البراد لشرب المياه الباردة في هذا الصيف.

وتقول عزّي: “نحن لا نملك سعر مستلزمات كثيرة نحتاجها في المنزل لنستطيع التفكير بتركيب منظومة طاقة شمسية في الوقت الحالي، فنحن لا نملك أي مردود ثابت في المنزل، ولا يد عاملة لتأمين المعيشة اليومية”.

إقبال كبير

في نفس السياق يقول ثامر الكمو، هو صاحب محل لبيع منظومات الطاقة الشمسية في مدينة الحسكة، إن الإقبال كبير جداً على شراء المنظومات هذا العام بسبب الحرارة المرتفعة بالجو، رغم الوضع الاقتصادي المتوسط الذي يعيشه أغلب سكان مدينة الحسكة في الوقت الحالي، حسب قوله.

ويضيف الكمو، لنورث برس، بأن “هناك شريحة كبيرة من المتوسطة وما دون من الناحية المادية، تلجأ لتركيب منظومة طاقة شمسية صغيرة لا يتجاوز سعرها 400 دولار أميركي، بينما هناك منظومات كبيرة تولد كميات كهرباء أكثر، يصل سعرها إلى 1250 دولاراً”.

ويرجع صاحب محل منظومات الطاقة الشمسية سبب لجوء السكان بشكل كبير هذا العام لتركيبها، إلى المعاناة الكبيرة التي يعانيها السكان من مولدات الأمبيرات، من نقص كبير في ساعات التشغيل وعدم توفر المحروقات والأعطال المستمرة فيها، لذلك يلجأ السكان إلى توفير مصدر طاقة يغذي المنزل على مدار 24 ساعة، حسب تعبير الكمو.

ويصف منظومات الطاقة الشمسية بالناجحة والتي تندرج تحت إطار الرفاهية للسكان، كونها تولد الكهرباء على مدار الساعة، رغم الأنواع الرديئة نوعاً ما من الألواح التي تورّد إلى سوريا، بسبب الوضع المعيشي الصعب لدى السكان، ولكن مع ذلك هي تجربة ناجحة وسليمة، وتساعد الكثير من السكان في موضوع الكهرباء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.