محاولات التسلل إلى شرق الفرات.. تثير فوضى في المنطقة وتزعزع الأمن

211

تثير عمليات التسلل التي تقوم بها مجموعات موالية لإيران وأخرى تابعة للقوات الحكومية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في ريف دير الزور شرق نهر الفرات، فوضى في المنطقة وزعزعة أمنية.

ويفصل نهر الفرات بين المناطق التي تسيطر عليها “قسد” شرق الفرات عن المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومة والميليشيات المدعومة من إيران غرب الفرات.

ومنذ بداية عام 2024، أحبطت “قسد” عدة محاولات للتسلل إلى مناطق سيطرتها، سواء من قبل قوات الحكومة أو المجموعات الإيرانية، واندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة، كان آخرها في 24 أذار/مارس الماضي، حيث أعلنت “قسد” إحباط محاولة للتسلل من غرب نهر الفرات إلى الشرق.

آثار أخرى
وتُحدث محاولات التسلل للمجموعات الموالية لإيران والقوات الحكومية، في ريف دير الزور آثاراً جانبية على سكان المنطقة، فالسكان يعتمدون على نهر الفرات كمصدرٍ أساسي للمياه سواءً للزراعة أو المواشي.

ويقول علي محمد، اسم مستعار لمزارع ثلاثيني يعيش في بلدة الطيانة بريف دير الزور الشرقي، إن عمليات التسلل التي تحدث في المنطقة تؤثر بشكل كبير على حياتنا اليومية وعلى معيشتنا، فنحن نعمل في الزراعة وتربية المواشي ونهر الفرات هو المصدر الوحيد للمياه.

ولا يستطيع السكان الاقتراب من سرير نهر الفرات، “لأنه يتم استهداف كل من يقترب من النهر بشكلٍ عشوائي”، بحسب ما يقوله محمد لنورث برس.

ويملك محمد، الأب لأربعة أطفال، أرضاً زراعية تقدر مساحتها بـ ٤٥ دونماً تقع على ضفاف نهر الفرات ولكنه لا يستطيع زراعتها بسبب الأوضاع الأمنية في تلك المنطقة.

والشهر الماضي، قتل ثلاثة أشخاص من أقرباء محمد، نتيجة استهداف المنطقة من قبل المجموعات الموالية لإيران بقذائف متوسطة المدى، ما جعل المزارعين “يعيشون خطراً حقيقياً”، بحسب ما يقوله المزارع.

زعزعة أمنية
يقول محمود حبيب، الناطق الرسمي باسم لواء الشمال الديمقراطي التابع لـ”قسد” إن العمليات الأخيرة التي تستهدف مناطقنا تهدف إلى “زعزعة أمنية من خلال استهداف قواتنا”.

ويتهم حبيب، في تصريح لنورث برس، المخابرات السورية بوقوفها وراء هذه الميليشيات وتقديم الدعم لها.

ويضيف: “عمليات الاستنزاف هذه تهدف لإلحاق ضرر في البنية الأمنية في شرق الفرات وتكرار ما حدث في نهاية 2023 من محاولة السيطرة على مناطق في شمال شرقي سوريا لتشكيل أرضية ثابتة للهجوم على قواعد التحالف الدولي وقسد”.

ويشير حبيب إلى التعاون بينهم وبين “قسد” في إفشال هذه المحاولات وضبط الأمن في منطقة دير الزور.

وفي 14 من شباط/فبراير، أحبط مجلس هجين التابع لـقسد” محاولة تسلل من قبل مجموعة موالية لإيران والحكومة السورية إلى قرية الكشمة وبلدات ديبان والشعفة في الريف الشرقي لدير الزور، وذلك بعد قتل وجرح عدد من المسلحين، وفق بيان لـ”قسد”.

كما تتدخل قوات التحالف، وذلك “عندما تكون هناك عمليات تسلل مكثفة ومجاميع أكبر في العدد ويستخدمون أسلحة ثقيلة، حينها يتدخل التحالف جواً من خلال طائرات الاستطلاع لتدارك المخاطر التي تتعرض لها قواتها وأحياناً تستخدم النيران لصدهم”، بحسب الناطق باسم لواء الشمال.

نورث برس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.