في اليوم المقرر لدخول أحمد، مركز غسيل الكلى، في القامشلي، للعلاج، حال قصف تركي دون ذلك، إذ أخرج الاستهداف المركز عن الخدمة بشكل كامل، وكان ذلك سبباً في تدهور وضع الرجل الصحي إضافة لعشرات المرضى ممن كانوا يقصدون المركز لغسيل الكلى.
وبعد الاستهداف، انتظر الستيني أحمد عبد الرحمن الخضر، من مدينة عامودا، ثلاثة أيام على أمل أن يعود المركز للخدمة ويراجعه ليغسل كليته، التي كان يعاالعديد من المرضى في قائمة الانتظار.. تحديات تواجه السكان بعد استهداف مركز صحي في القامشلي
ني منها، إلا أن حجم الضرر الكبير الذي لحق بالمركز حال دون إعادته للخدمة، ما أسفر عن وفاة المريض.
حجم الضرر الكبير الذي لحق بالمركز حال دون إعادته للخدمة، ما أسفر عن وفاة المريض
وكان مركز غسيل الكلى بمدينة القامشلي الذي أسسته الإدارة الذاتية عام 2021، يقدم كافة الخدمات المتعلقة بغسيل الكلى بالمجّان، ويزوره العشرات من مرضى الكلى شهرياً.
وفي الـ25 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تعرضت مناطق شمال شرقي سوريا، لسلسلة من الهجمات التركية بالطيران المسيّر والحربي والقصف المدفعي، كان للمركز نصيبه من هذه الهجمات، حيث قصفت تركيا المركز بشكل مباشر، وأخرجته عن الخدمة رغم وجود المرضى بداخله.
واستهدفت تركيا ليلاً معمل الأوكسجين الكائن داخل مركز غسيل الكلى، ما أدى لدمار كبير وخروج معمل الأوكسجين عن العمل بشكل تام، بالإضافة للأضرار الكبيرة التي لحقت بمبنى مركز غسيل الكلى.
يصف رافع عباس، مدير مركز غسيل الكلى، في حديث لنورث برس، حجم الأضرار التي تعرض لها المركز، “كانت أرضية المبنى ممتلئة بالزجاج المكسّر، وتحطمُ في الأبواب والنوافذ بشكل كامل، والأجهزة الخاصة بغسيل الكلى كلها قد سقطت على الأرض، إضافة للأضرار بسقف المركز، وضرر كبير بمحطة المياه المقطرة”.
ومحطة المياه المقطّرة داخل المركز، كانت تضخ حوالي 20 ألف لتر من المياه التي يستعملها المركز بغسيل كلى المرضى، وكل جلسة لكل مريض كان يتم استهلاك حوالي 500 لتر من تلك المياه.
ولكن الآن كمية المياه انخفضت بشكل كبير بسبب العطل في المحطة، “أدى ذلك لتخفيض وقت الجلسات الخاصة بالغسيل من 4 ساعات إلى ساعتين تقريباً، بعد عودة المركز للخدمة السبت الماضي، مما سيؤثر بشكل كبير على المرضى الذين يعانون من الحالات المتأزمة في الكلى”، حسب تصريح المدير.
وعن عدد المرضى الذي كان يستقبلهم المركز بشكل دوري أضاف “عباس”: “هناك 70 مريض كلى يتعالجون في هذا المركز بشكل أسبوعي أو شبه يومي، من أغلب مناطق شمال شرقي سوريا، وكان من المقرر أن يزور المركز في اليوم الذي يلي الاستهداف أكثر من 22 مريض لغسل الكلى. ومريض الكلى بشكل خاص لا يستطيع أن يؤجل دوره ولا ليوم واحد، وخاصة الحالات الصعبة منهم”.
“هناك 70 مريض كلى يتعالجون في هذا المركز بشكل أسبوعي أو شبه يومي، من أغلب مناطق شمال شرقي سوريا”
وبمدينة القامشلي هناك مركز آخر لغسيل الكلى بالمجّان، ويقع داخل المربع الأمني الذي تسيطر عليه الحكومة السورية، ولكن أيضاً يشهد ازدحاماً كبيراً من مراجعين مرضى الكلى، مما يحول دون استطاعته استقبال مرضى آخرين، بحسب “عباس”.
بالإضافة إلى مركزين آخرين بمشافٍ خاصة بالمدينة، ولكن بأسعار باهظة جداً، ما يمنع السكان اللجوء إليها، بسبب الوضع المادي المتدني لدى أغلب المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض.
والخميس الماضي، أدلت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية، في بيان للرأي العام، مفاده خروج 3 مراكز طبية رئيسية عن الخدمة بشكل تام، وهي مركز غسيل الكلى ومعمل الأوكسجين، ومركز طبي آخر بمدينة كوباني.
وفي وقت سابق، قالت الرئيسة المشاركة لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة مآثر العباس في تصريح لنورث برس، إن “معمل الأوكسجين ومشفى غسيل الكلى يعتبران من أهم المراكز التي تقدم الخدمات الصحية بشكل يومي على مدار الساعة لسكان المنطقة”.
وأشارت إلى أن مرضى غسيل الكلى، سيواجهون معاناة كبيرة كونه يعد المركز الوحيد الذي يقدم هذه الخدمات في المنطقة، بينما باتت محطة الأوكسجين غير قادرة على تلبية حاجة المرضى من الأوكسجين ولا يوجد مراكز بديلة عن هذين المركزين في الوقت الراهن.
وأوضحت أن مركز غسيل الكلى كان يستقبل يومياً من (60 – 70) مريضاً بينما كانت محطة الأوكسجين تغطي أغلب المشافي وحاجات المرضى من الأوكسجين وتم تدمير هذين النقطتين بشكل كامل.
نورث برس