عادت الحرب الأوكرانية الروسية كما لو إنها في بدايات الهجوم يوم 24 شباط/فبراير، حيث قصفت روسيا قلب المدن الأوكرانية ضمنها العاصمة كييف بوابل من الصواريخ يوم أمس الاثنين، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 19 شخص في أحدث حصيلة للضحايا.
وبلغت حدة الحرب ذورتها مرة أخرى يوم أمس، حين سقط نحو 80 صاروخاً روسياً على أربع مدن بما فيها العاصمة كييف.
ومضى وقت طويل دون أن تستهدف روسيا المدن الأوكرانية الغربية، بل ركزت بعد شهرين من حملتها مطلع الربيع الفائت على شرق وجنوب أوكرانيا.
وتشير أحدث حصيلة قدمتها خدمات الطوارئ الحكومية الأوكرانية إلى مقتل ما لا يقل عن 19 شخصًا وإصابة أكثر من 100 مدني يوم أمس بعد أن أطلقت روسيا نحو 80 صاروخاً على مدن أوكرانيا.
ولأول مرة منذ قرابة سبع أشهر، عاد سكان العاصمة كييف إلى الملاجئ بعد سماع دوي صافرات الأنذار، في مشهد شبيه ببدايات الحرب.
والتصعيد الأخير جاء بعد تطورات متسارعة في المناطق الأوكرانية الشرقية والجنوبية، أبرزها استهداف جسر استراتيجي لروسيا بعد قيام الأخير بضم نحو 18% من الأراضي الأوكرانية إلى الحدود الروسية.
وتقول روسيا إن استهدافها أمس جاء رداً على تفجير جسر حيوي ضخم يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، متهمةً كييف بهذا الفعل.
والأسبوع الفائت شهد الجسر الذي شيدته موسكو عام 2018 لربط روسيا بشبه جزيرة القرم ، انفجاراً أدى إلى توقفه جزئياً عن العمل.
وهذا الحدث البارز وقع بعد أسبوع من إجراءات رسمية في موسكو، لضم أربعة مناطق أوكرانية إلى الأراضي الروسية وهي ” دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون”.
وكان من المتوقع أن تصعد أوكرانيا من حملة استرجاع أراضيها، في غضون مطالبات متكررة من الغرب بتقديم المزيد من الدعم.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو مسجل إن روسيا استخدمت صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية لاستهداف المدنيين ومنشآت الطاقة في جميع أنحاء البلاد.
وتم إدانة روسيا على نطاق واسع بعد قصف مدن أوكرانيا أمس.
وقالت الولايات المتحدة إن “الهجمات الوحشية أصابت أهدافاً غير عسكرية”، ووعدت بمزيد من المساعدة العسكرية لكييف.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن “تعهد بمواصلة تزويد أوكرانيا بالدعم اللازم للدفاع عن نفسها، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه “أصيب بصدمة شديدة”.
وبقيت عدة مناطق بدون وماء وحوالي 300 مستوطنة في أربع مقاطعات بدون كهرباء، بعد أن ضربت الصواريخ البنية التحتية للطاقة.
ووصف الاتحاد الأوروبي الهجوم الروسي بجريمة حرب، وأن روسيا تدافع عن “الإرهاب والوحشية”.
ورغم إن الصين و الهند تعتبران حليفتان تقليديتان لروسيا ولم تدينا الحرب، لكنهما طالبتا بوقف التصعيد.
في غضون ذلك أمر الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو وهو حليف وثيق لبوتين، القوات بالانتشار المشترك مع القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا رداً على ما قال إنه “تهديد واضح لبيلاروسيا من كييف وداعميها”.
وهذا ما قدمته بيلاروسيا بالفعل في الشهر الأول من الهجوم الروسي على أوكرانيا في الربيع الفائت.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن بيلاروسيا قد تواجه المزيد من العقوبات إذا تورطت بشكل متزايد في الصراع الأوكراني.
ووصف سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة ، سيرغي كيسليتسيا، روسيا بأنها “دولة إرهابية” في اجتماع الجمعية العامة مساء أمس الاثنين.
وقال: “الاستهداف المتعمد للمدنيين جريمة حرب، من خلال شن هجمات صاروخية على المدنيين أثبتت روسيا مرة أخرى أنها دولة إرهابية يجب ردعها بأقوى الطرق الممكنة.”
بالمقابل اتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ، فاسيلي نيبينزيا، أوكرانيا بـ”منافسة أكثر المنظمات الإرهابية فظاعة” بعد هجوم جسر جزيرة القرم.
-نورث برس